تحميل كتاب من وحي الثمانين PDF

في صفحات هذا الكتاب، يبحر بنا الدكتور علي الوردي في عوالم الفكر الاجتماعي، حيث يلتقي النقد بالتحليل العميق. يتناول الوردي مجتمعه بأسلوبه الفريد، مسلطًا الضوء على جروحه ومعاناته، مستهدفًا الارتقاء به إلى مصاف المجتمعات المتقدمة.

يستحضر الوردي في حديثه الفكاهي سخرية محببة، يقارن بين الأنبياء والفرعونيات، ليبرز من خلال ذلك طبيعة التحديات التي واجهها. من خلال صفحات الكتاب، نجد دعوة للتغيير، تتجلى في رغبته الملحة في تحويل "الرافدين" إلى مثيلاتها في العالم المتقدم، مثل "الكونكورد" و"شانزليزيه".

تأخذنا محاضراته، التي دونها بعد بلوغه الثمانين، في رحلة عبر الزمان والمكان، حيث يختزل فيها خبراته وتجربته الغنية في الحياة. هذه المحاضرات ليست مجرد كلمات، بل هي تجسيد لرؤيته العميقة ومساهماته في الفكر الاجتماعي.

لم يكن الوردي بمفرده في رحلته؛ فقد وجد في الأستاذ سلام الشماع "فرعونه" الذي آمن برؤاه وساهم في نشر أفكاره. الكتاب هو ثمرة هذه الشراكة، حيث تمثل المحاضرات المكنونة فيه إرثًا يستحق أن يُكتشف ويُدرس.

"من وحي الثمانين" ليس مجرد كتاب؛ إنه نافذة على عقل أحد أبرز المفكرين الاجتماعيين، يقدم لنا رؤى عميقة حول المجتمع وتحدياته، معززة بتجارب الحياة التي عاشها الوردي بكل تفاصيلها.