تحميل كتاب من حديث النفس PDF

في صفحات هذا الكتاب، يأخذنا علي الطنطاوي في رحلة عبر مشاعره وأفكاره، حيث يكتب نحو نصف مقالاته في فترة الثلاثينيات، موثقًا لحظات من حياته بأحاسيس جياشة. من أولى مقالاته التي نشرت في عام 1931، نجد نفسه في حالة من التوثب والهمّة، يعبر عن مشاعر لم يعد يحتمل كتمانها، فيبثّها في سطور مليئة بالحيوية.

في عام 1933، يقدم لنا مثالًا ساخرًا عن استعداده لبيع شهادته الجامعية، معبّرًا عن أن ما يهمه حقًا هو تجاربه الحياتية، وليس مجرد ورقة تحمل لقبًا. تتجلى روح الطنطاوي في مقالة "عيدي الذي فقدته"، حيث ينعى أيامه الضائعة، مُشعرًا القارئ بشجن الفقد. يتطرق أيضًا إلى دروس الحياة، معبرًا عن مدى ضياع أيامه، متسائلًا عن معنى التعلم في ظل خيبات الأمل.

من خلال "زفرة مصدور" و"زفرة أخرى"، ينقل لنا إحساسه بالعزلة والخيبة، حيث يتأمل في دروب الحياة ويستعرض أمانيه التي تحطمت، متحدثًا عن تلك الأماني التي تتلاشى كالدخان في قلوب اليائسين. يُظهر الطنطاوي عمق تفكيره ونقده الذاتي، مما يجعل من "من حديث النفس" كتابًا لا يُنسى، مليئًا بالأسئلة والآمال والأحزان التي تتردد في أذهاننا جميعًا.