تحميل كتاب قصيدة بلقيس PDF

التقى نزار قباني ببلقيس في حفل استقبال بسيط في إحدى السفارات العربية ببيروت، ولم يكن يدرك أن تلك اللحظة ستغير مجرى حياته إلى الأبد. كانت بلقيس، بمظهرها الفاتن وشعرها الطويل الذي يكاد يلامس الأرض، تجسيداً للجمال الذي عاد به نزار إلى عالم الشعر بعد ثلاث سنوات من الصمت. في تلك اللحظة، استعاد الحبر رونقه، وعادت الكلمات تتدفق من قلبه.

رغم العقبات وصعوبة الموقف، لم يتخلَ نزار عن حلمه بالارتباط ببلقيس. على مدار سبع سنوات، عاند القدر وواجه الرفض، بينما كانت بلقيس تتأرجح بين حبها له وخوف عائلتها من كونه "شاعر النساء". لكن الحب كان أقوى من كل شيء، وعندما تزوجا في عام 1969، بدأ فصل جديد جميل في حياتهما.

عاشا معاً في بيروت، ورزقا بطفلين، زينب وعمر، ليشكلوا عائلة مليئة بالحب والسعادة. لكن الحياة لم تكن رحيمة، فقد فقد نزار بلقيس في حادث مأساوي عام 1981، لتصبح تلك الخسارة جرحاً عميقاً في قلبه.

انطلق نزار في رحلة الحزن، محاولاً أن يسترجع ذكرياته مع فاتنته، فكتب قصيدة بلقيس، التي لم تكن مجرد كلمات تعبر عن فقدانه، بل كانت رثاءً للأمة العربية بأسرها. بعبارات مؤلمة، نسج نزار قصائد تتجاوز حدود الزمن، تؤرخ لحب أبدي، ولخسارة لا تعوض، لتظل بلقيس حية في قلبه وكلماته.