تحميل كتاب روضة الطالبين وعمدة السالكين PDF

يأخذنا أبو حامد الغزالي في "روضة الطالبين وعمدة السالكين" في رحلة فكرية عميقة تتناول صميم الاعتقاد والإيمان. يبدأ بتعريف الاعتقاد كعقد القلب الذي يحمل صورة معينة، موضحًا أن العلم هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع. يشدد الغزالي على أن المعرفة هي مفتاح التقرب إلى الله، حيث يكمن جوهرها في فهم أسماء الله وصفاته.

يقدم الغزالي خطوات مهمة بين العلم والفكر، بدءًا من اليقظة والتذكر، وصولاً إلى التفكر الذي يعد تغذية راجعة للاعتقاد والعمل. يبين أن العمل هو ثمرة العلم، وأن الإخلاص في العمل هو القيد الأساسي الذي يضمن القبول عند الله. يعرض أنواع الإخلاص ويشير إلى مخاطره، محذرًا من النفاق والرياء.

تتجلى في الكتاب أصول العمل والعبادة، حيث يشدد الغزالي على أهمية التوفيق والإصلاح والقبول، ويعبر عن ضرورة التقوى كقاعدة أساسية. يعرض العديد من الشهوات التي قد تعترض طريق العمل، ويقدم وسائل رياضية للنفس للتمسك بالخير والصبر.

تتعدد أساليب الوقاية من الشيطان وشهوات النفس، حيث يتحدث عن الخوف من الله والرجاء في رحمته، وتقديم الشكر والتوكل كسبيل للوصول إلى الرضا. في النهاية، يسلط الغزالي الضوء على أهمية المحاسبة والتسليم لحكمة الله، مما يعكس رحلة السالك نحو المعرفة الحقيقية والاتصال الروحي.