وصف الكتاب
في هذا الكتاب الشيق، يأخذنا جورج قرم في رحلة فكرية عميقة تكشف لنا ظاهرة "عودة الدين" التي تجتاح المجتمعات المعاصرة. عبر 411 صفحة مليئة بالتأملات والتحليلات، يستعرض المؤلف كيف أن هذه الظاهرة ليست مجرد حدث عابر، بل هي نتيجة لتاريخ طويل من الصراعات والأزمات.
يتعمق قرم في خبايا المجتمعات المسيحية، مستعرضًا محاكم التفتيش والحروب الدينية التي شهدتها أوروبا، مما يسلط الضوء على التأثيرات المتشابكة بين الدين والسياسة والثقافة. ولكن الأهم من ذلك، هو كيفية ارتباط هذه القضايا بأزمات الهوية الجماعية التي نواجهها كعرب ومسلمين في العصر الحديث.
يسعى الكتاب إلى تفكيك الأفكار المضللة التي تروجها القيادات السياسية الغربية، مُبرزًا الضرر الذي تسببه لنا. يدعو المؤلف إلى ضرورة إعادة بناء منظومة ثقافية عربية مستقلة عن التأثيرات الغربية، مشددًا على أهمية المراجعة النقدية لممارساتنا الثقافية والإعلامية.
إن "المسألة الدينية في القرن الحادي والعشرين" ليس مجرد قراءة، بل هو دعوة للتفكير العميق والنقد الذاتي، ليكون كل قارئ جزءًا من نهضة عربية جديدة ترفض الاستسلام للخطابات المهيمنة.