تحميل كتاب كتب تحترق: تاريخ تدمير المكتبات PDF

إنّ تدمير المكتبات ليس مجرد حدث تاريخي، بل هو جريمة ثقافية تتكرر عبر العصور. منذ فجر التاريخ، رافقت مدمّرات المكتبات ظهور الكتب نفسها، وكأنهما وجهان لعملة واحدة: مع كل كتاب جديد، يزداد شغف تدمير ما يحتويه. من خلال صفحات هذا الكتاب، يُأخذ القارئ في رحلة مثيرة عبر الزمن، حيث تبرز المكتبات كرموز للنظام أو كعناصر مخلّة به، تتعرض دوماً للأزمات، وغالباً ما تكون ضحاياها.

يستعرض هاشم صالح في هذا العمل الهام تاريخ أبرز عمليات تدمير المكتبات، بدءاً من الصين في عهد سلالة كينغغ، مروراً بحريق الإسكندرية الشهير، وصولاً إلى أحداث سراييفو المأساوية عام 1992. يتجول القارئ بين أنقاض روما وبغداد، ويشهد على الفظائع التي ارتكبت في ظل محاكم التفتيش والثورة الفرنسية.

بأسلوبه الفريد، يُظهر المؤلف إلماماً عميقاً بهذا الموضوع الشائك الذي لم يُدرس بما فيه الكفاية، مُعيداً بناء الكنوز المفقودة واستقصاء آثار المؤلفات الناجية. وكإضافة مميزة، يقدم العلامة التونسي د. حمادي بن جاء بالله رداً علمياً موثقاً يناقض الخرافات الشائعة حول تدمير مكتبة الإسكندرية، مُسلطاً الضوء على الحقائق التاريخية.

"كتب تحترق: تاريخ تدمير المكتبات" هو كتاب يفتح أمام القارئ آفاقاً جديدة لفهم قيمة المعرفة وأهمية الحفاظ عليها. إنّه دعوة للتأمل في التراث الثقافي الذي يتعرض دوماً للاختبار، ولا بد من الحفاظ عليه في وجه عواصف الزمن.